الصارم المسلول لشاتمي الرسول
شعر: عمر طرافي البوسعادي /الجزائر
* * *
رسول الله خير الخلق يلقى **** من الأعداء في الدنمرك نابا
وأمّته الجريحة في شتات **** تراه على صحيفتهم سِبابا
فلا تقوى على التأديب ثأرا **** سوى التنديد بالأقوال نابا
وما عبنا التجهّم من حديث **** ولكن حبّذا الأقوى اقتضابا
تفطّرت السماء وخرّ صخرُ **** وأرعدت الغيوم صدىً غضابا
وهمّ الأخشبان بدكّ قومٍ **** أساؤوا للحبيب هوىً كِذابا
فلو فعلوا الذي فعلوه قِدْما **** وكان العهد في الماضي مُهابا
رأيتَ الأسْدَ في البيداء هبّتْ **** تردّ العزّ للهادي غلابا
هنالكَ سهمُ حمزةَ صار برقا **** وسيف ابن الوليد غدا لهابا
وثمّة رمح وحشيٍّ قنيص **** لمن شتم الرسول عَدًا وعابا
أيغدو الوهن فينا اليوم يسري **** وقد أغثى بنا الوادي حبابا
فنلقى العجْم في خترٍ و وَجْرٍ **** أهانوا الدين والنسل العرابا
وهمّوا بالرسول ولم ينالوا **** سوى الآثام تمحقهم يبابا
تُرى ماذا جنى المختار طه **** إزاء الناهشين له عقابا ؟!
ألم يكُ في البرية خير إنسٍ **** رحيم عادل يتلو الكتابا ؟
ويعفو في سماح عن أناسٍ **** له كانوا خصوما أو ذئابا !!
ويرفق بالأسارى ..لو سألتم **** هدى التاريخ تلقون الجوابا
هلمّوا للزمان سلوه حقّا **** عن الأخلاق والتزموا الصوابا
شمائله الزكية قد تسامتْ **** إلى العلياء تخترق السحابا
وناطحت النجوم هدىً وصارتْ **** ثرياتٍ جميلاتٍ شهابا
وأخرجنا من الظلمات طرّا **** إلى الأنوار حيث الأنس طابا
كفاكِ صحيفة الدنمرك هزءًا **** وحسبكِ ما فتحتِ اليوم بابا
سننفذ منه في ألمٍ وحنقٍ **** ببركان سنسكبه انسكابا
أراكِ الآن في ضحكٍ وزهْوٍ **** وقهقهة تنادين الشرابا
مهٍ " يولاندُ " ربّ البيت يصغي **** ويمهلُ ما اجترحتِ غداً حسابا
ستلقين الجزاء المرّ دهرا **** فتحترمي المآذن والقبابا
كذاك القول للنرويج مثلٌ **** " مغازيناتُ " لم ترع الجنابا
وأيمُ الله يأتي اليوم غُرّ **** يعّم الدين في الأرجا رحابا