شعر: الدكتور عزت السيد أحمد
* * *
بِأَلْفِ فِلْسٍ فَقَطْ أَو نِصْفِهَا ثَمَنَا *** بَاعَ الفَوَارِسُ فِي أَسْوَاقِنَا الْوَطَنَا
بَاعُوْهُ يَا أُمَّتي وَالشَّعْبُ فِيْ بَلَهٍ *** يَظَلُّ لِلخَائِنِ الغَدَّارِ مُرْتَهِنَا
يُقَدِّمُ الطَّاعَةَ العَمْيَاءَ مُنْخَدِعاً *** أَوْ عَاجِزاً وَيَرَى فِي نَفْسِهِ الفِطَنَا
حُكَّامُنَا أَحْبَطُوْنَا دُوْنَمَا خَجَلٍ *** وَدَمَّرُوْنَا وَخَلُّوْنَا بِغَيْرِ مُنَى
وَسَرَّهُمْ صَمْتُنَا فَاسْتَرْسَلُوا عَبَثاً *** وَاسْتَوْرَدُوا الوَهْمَ للأَحْلامِ وَالوَهَنَا
فَكَانَ أَوَّلَ مَا بَاعُوا كَرَامَتَهُمْ *** حَتَّى بِغِيْرِ حَرَجٍ بَاعُوا كَرَامَتَنَا
وَبَعْدَهَا عَرَضُوا جَهْراً نَظَافَتَهُمْ *** فِي كُلِّ سُوْقٍ وَنَالُوْا مِنْ نَظَافَتِنَا
لَمْ يَدْخُلُوا فِي مَزَادٍ أَو مُنَاقَصَةٍ *** بِلا مُزَاوَدَةٍ بَاعُوا هُوِيَّتَنَا
بَاعُوا وَبَاعُوا وَلَمْ يُبْقُوا عَلَى أَمَلٍ *** مِنْ غَيْرِمَا خَجَلٍ بَاعُوا لَنَا دَمَنَا
أَمَّا الفَطَاحِلُ مِنْ أَبْنَاءِ أُمَّتِنَا *** فَالفِعْلُ مِنْهُمْ بِكُلِّ اليَأْسِ يَصْفَعُنَا
مُفَكِّرُوْنَ بِلا فِكْرٍٍ وَلا أَدَبٍ *** بِمَلْءِ بَطنٍ يَبِيْعُوْنَ العِدَا مُدُنَا
وَغَيْرُهُمْ أُدَبَاءٌ مَا بِهِمْ أَدَبٌ *** مِنْ أَجْلِ جَائِزَةٍ قَدْ زَيَّنُوا الفِتَنَا
وَعِنْدَنَا شُعَرَاءٌ مَا لَهُمْ أَمَلٌ *** فِي غَيْرِ بَهْرَجَةٍ زُوْرٍ تُخَالُ سَنَا
أَمْرٌ وَحِيْدٌ فَرِيْدٌ بَاتَ يَشْغَلُنَا *** مَنْ ذَا سَيُنْقِذُنَا مِمَّا أَلَمَّ بِنَا
مَنْ ذَا سَيُخْرِجُنَا مِمَّا جَنَتْ يَدُنَا *** مَنْ ذَا الَّذِي بَعْدَنَا يَوْماً سَيَرْحَمُنَا